جفنه

5a85e3ee3cd3c0772af171e108046088

جفنه علم الغزل ومن العلم ما قتل
فحرقنا نفوسنا في جحيمٍ من القُبَل

ونَشَدنا ولم نزل حُلُمَ الحبِّ والشباب
حُلُمَ الزهرِ والندى حُلُمَ اللهوِ والشراب

هاتِها من يدِ الرضى جرعةً تبعثُ الجنون
كيفَ يشكو من الظما من له هذه العيون

يا حبيبي أكلما ضمّنا للهوى مكان
أشعلوا النارَ حولنا فغدونا لها دخان

قُل لمن لامَ في الهوى هكذا الحبُّ قد أمرْ
إن عشقنا فعذرُنا أنّ في وجهنا نظرْ

ْ

أحببتها

tableau-fibre-naturelle-100x100-peinture-femme-robe-en-relief

شعر الأستاذ كامل الشناوي

أحببتها
وظننت أن لقلبها نبضا كقلبى
لا تقيّـــــــده الضلوع
أحببتها
واذا بها قلب بلا نبض
سراب خادع
ظمـــأ وجــــــوع
فتركتهــا
لكن قلبى لم يزل طفلا
يعاوده الحنين الى الرجوع
واذا مررت ــ وكم مررت ــ ببيتها
تبكى الخطى منّى
وترتعد الدموع

من براكسا .. أو مشكلة الحكم

539562_6665029_lz

آه للفلاسفة ..يعترفون لنا معشر النساء بكل فضيلة إلا فضيلة العقل

ومن قال لك، يا سيدتى، إن العقل فضيلة

يا للعجب ! أتكفر بالعقل أيها الفيلسوف

وما فائدته؟! ها أنت ذى قد وصلت إلى الحكم بغير حاجة إليه

إن الشعب هو الذى اختارنى للحكم

اختيار موفق جميل. وهو دليل آخر على أن الشعب يستطيع أن يحسن الاختيار دون أن يلجأ للعقل. ولو شاء سوء الطالع أن يرزق الشعب ذرة من العقل لما ظفر باختيارك لسياسة الدولة

ثم تغرب الشمس

ثم تغرب الشمس .. ليس كأى شمس .. فقد عرفتها وعرفتنى

ثم تغرب الشمس .. بعد أن سكنتنى بما لم أحلم به فى حياتى

وتغرب وتغرب وتغرب .. كأنها لم تشرق … وكأنها لم تحمل معها عمرى يبدأ من أوله .. من جديد

ثم تغرب الشمس .. وأنا معها .. أغرب .. كجرم صغير .. ما عرف النور أبداً إلا حين أطلت عليه

ويسكننى الرفض من جديد .. كليل طويل .. لا يلبث أن يتجدد .. وعرفته وعرفنى

رفض بارد .. برودة الثلج .. بل أكثر وأشد قسوة .. رفض ينحت فى صخورى بعد ما فرحت أنها لانت .. وتمايلت .. وطربت .. دبت فيها الحياة

رفض سرته طوال عمرى .. أترقب موتى فى كل خطوة أسيرها فيه .. وأخشى انكسارى فى كل حفرة يقذفنى فيها

رفض نبذته وكرهته .. وجذبنى هو وأحبنى

كم هو إحساس مهين لشخص مثلى .. أن ترفضنى من أمد يدى إليها .. أمد يدى إليها طالباً الأمل ومقبلاً عليها إقبال البائس حين تدب فيه الحياة

وكم هو إحساس مؤلم أن يرفض الطبيب علاج تعبى .. وما عرفت لى طبيباً غيره وما تمنيت لى علاجاً إلا من يديه

وكم هى غريبة دنيتى .. أعيشها أباً وتتبرأ منى ابنتى .. وأعيشها أخاً وتنكر نسبى أختى .. وأصادق فيها وحدتى بعد أن تخلت عنى صديقتى

لم أكن أود أبداً أن تنكرينى مبكراً هكذا .. لم أشبع منك .. لم أرو ضلوعى ظمأى لعشقك .. ولا روحاً حيرى استكانت لك

ظننت أن ما أحمله لك سيبقيك ليوم آخر .. تشرقين فيه مرة أخرى .. وهكذا حلمت .. كما حلمت كل ليلة بفجرك

فلم تنتهى الأيام سريعاً ويبقى الليل؟ لم تنقضى الآمال ويشدنى اليأس لقبره مرة أخرى؟

أما علمت أنك أنت الأيام بنهارها وشمسها .. وأنك أنت الآمال بأحلامها ومستقبلها؟

ألا تدعينى أختزن لك مزيداً من الذكريات تنيرنى فى ظلمتى .. ألا تدعينى أنهل من دفئك مما يعيننى على برودة القبر

ألا تدعينى أشبع منك … وما علمت لروحى غذاء غيرك … وما علمت لقلبى دماء تحييه إلا منك

لم تتعلمين القسوة فى أنا؟ وكل ما طلبته منك حنانك

لم تسكبين فراغ السنين فى هوة عمرى؟ ألا يكفينى ما عرفته قبلك؟

لم تقاطعين لحنى .. وتبترين كلمات أغنيتى .. وقد كنت أنت الموسيقى والشعر .. بهما أحيا

مددت يدى إليك مفتوحة .. وتعبدت فى محرابك .. وتمنيت رضاك يا ربتى .. فما بالك تلقين بى فى النار وقد أخلصت عبادتك .. وأنكرت كل آلهتى عرفتها قبلك .. وما عرفتها بعدك .. فقد وحدت بك فى عشقى .. ووهبت لك حياتى

نعم؟ .. أهذا لخاطرى .. لصالحى أنا؟ حتى أشفى منك وأكمل مشوار حياتى؟

وما أدراك أنت بصالحى .. وما علمت شفائى إلا بك، ولا مشواراً أسيره بصدق مع نفسى إلا بوجودك

ثم تتحدثين عن الحب .. وكيف يؤلم .. وكم هى كثيرة شروره .. فما أدراك أنت عن الحب؟ وما أعلمك به؟ ألأنك ربة الهوى عانيته؟ لا .. يا مليكتى .. فالآلهة لا تعانى .. (أو هكذا تود أن تبدو) .. لا تبالى .. ولا تنكوى بالنار تخلقها .. إنها تعذب ولا تتعذب.

لكننى .. أعلم ما تعانيه .. أعلم ما تكابديه

أعلم ما يقلق بالك ويحير يومك .. ما تريدنه وما لا تريدنه .. بل ما تحسينه أيضاً

فلم لا تجربين .. عوناً .. من عبد حقير مثلى مقبلاً على قدميك يغسلهما بدموعه أملاً فى قبوله .. وخوفاً من رفضه

لم تختارين أن تهربى من عبدك الوحيد .. يصادقك ويصدقك .. يأتمنك ويؤمنك .. أهو لصالحى أيضاً؟ أهو لصالحى ألا أكون رسولك لجنة العاشقين؟ ومثلاً لمن أراد سمو روحه فى الحياة؟

ألصالحى أن أتخلى عن أمى وابنتى .. صديقتى وحبيبتى .. لمن أعود إذن وقد ساويت بينك وبين حياتى كلها .. بل أكثر .. وأكثر

فمن أعين؟ إن لم تكونى أنت ؟! بسمائك وأرضك .. بجنتك ونارك .. ومن يكون إن لم أكن أنا .. وقد صدقتك الوعد والعهد .. الكلمة والفعل. صدقتك النية فى الألم، دعوت الله أن أتحمله عنك .. وصدقتك القول فى الهم، تمنيت أن أزيله من فوق كتفيك .. وصدقتك العمل فى الأيام، ألا أرى لى هدفاً إلا إرضاءك وإسعادك

فما لى أن أفعل بعد؟ وقد أعيتنى السبل .. ولم أجد لى حيلة .. ولا عوناً .. إلا فى عقل يسيرنى فى الحياة، وقلباً ما لبث إلا نبض وابتهل باسمك .. وروحاً هوت حتى الغامض منك؟

قد سئمت أن أخبرك مراراً وتكراراً .. أن أفهمك أنى لست مثل الباقين .. واليوم أجدك تحاولين أن تكونى مثل الباقين .. لا فرق

لم ترفضيننى .. وأرى الرفض فى عينيك مقبلاً دوماً غير مدبر .. هل استكثرت على أن أستظل بظلك يوماً لم أجد فيه ظلاً غير ظلك .. هل نظرتنى يوماً ذئباً مثل بقيتهم .. ذئباً؟ وما ينال الذئب من روح .. ولم يعشق جسداً؟ أكرهتِ دموعى .. دموعى التى ما هى إلا وسيلة للمودة والقربى منك .. أتبرأ بها بما أجرمته فى حقك قبل أن أعرفك .. أتنكر فيها لعمر سرته وحيداً دون أنيس و .. حناناً ألتمسه منك .. فلا أجده .. فترد عينيى بدمع يغسلها لعلها تراه.

ماذا أقول فى أيامى تتهاوى مرة أخرى لتتوالى كلها وكأنها يوم واحد .. ليس به من جديد .. ليله كنهاره .. وقد كنت شمسه وقمره

وماذا أخبر عمرى إن سألنى عنك؟

ماذا أخبر عمرى إن سألنى عنك؟

هل أخبره أن الشمس قد غربت؟

دلينى .. بالغالى عليك .. هل أخبره أن الشمس قد غربت؟

آه .. ثم آه .. أريد أن أبكى .. أريد أن أبكى نفسى تبتهل إليك

بالله عليك .. أستحلفك بكل غالٍ .. هل ستمر أيامى ولست معى؟ ومن ستراودنى أحلامى عنها بعدك؟

من سأقول لها ..حبيبتى .. ولم أعلم لى حبيبة غيرك؟

هل سأكمل حياتى وقد كنت أنت معناها؟

هل ستغلبنى دمعتى الصامتة تناديك؟

أم أن الشمس قد غربت؟

لكننى أفتقدك

ولكننى أفتقدك
والفقد مثل الموت يأد الأحلام

أفتقدك .. وعقلى تسكنين بداخله
ودروبه تمتلىء بإشارات وعلامات لا تعرف إلا عنوانك .. واسمك
كل دروبه تقودني إليك … فلماذا أفتقدك؟

ولماذا لا تراك عينى؟

ألست بالقلب والعقل.. والروح .. فلماذا لا تراك عينى؟

بالله عليك
هل جربت الفقد

هل جربت الفقد حين.. كالألم.. يسكن داخل الانسان

هل جربت الحزن

هل جربت الحزن أتصوره فى هيئتك وشكلك.. أتصوره في صوتك

رغم أنك

رغم أنك … مصدر بهجتى الوحيد

من قصيدة اغنية للأستاذ صلاح عبد الصبور

IMG_20181221_074406.jpg

حين تصير الرغبات أمنياتْ
لأنها بعيدة المطال في السما
ثم تصير الأمنيات وَهْما
لأنها تقنّعت بالغيم والضبابْ
وهاجرت مع السحابْ
واستوطنت أعاليَ الهضابْ
ثم يصير الوهم أحلاما
لأنه مات، فلا يطرق سور النفس إلا حين يظلم المساءْ
كأنه أشباح ميتين من أحبابنا
ثم يصير الحلم يأسًا قاتمًا وعارضًا ثقيلا
أهدابنا
أثقل من أن ترى
وإن رأت فما يرى العميانْ؟
أقدامنا
أثقل من أن تنقل الخطى
وإن خطت تشابكت، ثم سقطنا هزأةً كبهلوانْ

حزني ثقيلٌ فادحٌ هذا المساءْ
كأنه عذاب مصفّدين في السعيرْ
حزني غريب الأبوينْ
لأنه تَكوَّن ابنَ لحظةٍ مفاجئه
ما مخضته بطنْ
أراه فجأةً إذا يمتدّ وسط ضحكتي
مكتملَ الخلقة، موفور البدنْ
كأنه استيقظ من تحت الركامْ
بعد سُباتٍ في الدهورْ

لقد بلوت الحزنَ حين يزحم الهواء كالدخانْ
فيوقظ الحنينَ، هل نرى صحابنا المسافرينْ
أحبابنا المهاجرينْ
وهل يعود يومنا الذي مضى من رحلة الزمانْ؟
ثم بلوت الحزن حين يلتوي كأفعوانْ
فيعصر الفؤاد ثم يخنقه
وبعد لحظةٍ من الإسار يعتقه
ثم بلوت الحزن حينما يفيض جدولاً من اللهيبْ
نملأ منه كأسنا، ونحن نمضي في حدائق التذكّراتْ
ثم يمر ليلنا الكئيبْ
ويشرق النهار باعثًا من المماتْ
جذورَ فرحنا الجديبْ
لكنّ هذا الحزن مسخٌ غامضٌ، مستوحشٌ، غريبْ
فقل له يا ربِّ، أن يفارقَ الديارْ
لأنني أريد أن أعيش في النهارْ